العالم ديوي

[˛ ذآتَ حُسن ♔]

[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:30px groove white;"][cell="filter:;"][align=center]العالم ديوي

يعد العالم الأمريكي ديوي من أوائل مؤسسي المدارس التجريبية بأمريكا ومن أشهر علماء الفلسفة والنفس إذ عدته المدارس الفكرية من أحد رواد الفلسفة البراغماتية ومن مؤسسي مفهوم فلسفة التربية، فهو من مواليد مدينة برلينغتون في ولاية فيرمونت الواقعة في الولايات المتحدة الامريكية عام 1859 ميلاديًا، ودرس وتنقل في العديد من الجامعات والتي ساهمت في إثراء مخزونه المعرفي وحصل على شهادة الدكتوراة عام 1884 ميلاديًا بالإضافة لعمله رئيسًا في مجال الفلسفة، التربية وعلم النفس في جامعة شيكاغو.

نشأة العالم ديوي

يعد جون ديوي الابن الثالث بين إخوته الأربعة إذ نشأ لدى أسرة غنية ومهتمة بالعلم، وحرصت والدته على تنمية طلب العلم في نفوس أبنائها، فجون اشتهر منذ طفولته في قضاء معظم أوقاته في المطالعة والقراءة وتمضية الساعات في المكتبات، كان لدراسة ديوي في جامعة فيرمونت الأثر الأكبر في رؤية مدى تفكيره، وفيها تعرف على نظرية التطور وتلقى بعض الدروس والمعلومات في علم وظائف الأعضاء الأولية، وفي عام 1894 ميلاديًا درس الفلسفة في جامعة شيكاغو، وفيها كانت بدايات تغييره وتطويره للتعليم التجريبي في مدارس مختبرات الجامعة والتعمق بمفهوم الديمقراطية وأهمية تطبيقه ليس في السياسة وحسب وإنما في مجالات أخرى كالتعليم، إذ نشر العديد من المقالات والأعمال المتعلقة بفكره وموضوعيته الفلسفية وحررها ودققها مع العديد من الزملاء لتنشر عام 1903 الميلادي باسم الدراسات في النظرية المنطقية مما سبب ذلك لنشوء خلافات عديدة بينه وبين الإدارة معلنًا بذلك استقالته منها وانتقاله للعمل في جامعة كولومبيا في نيويورك، وعُيّن رئيسًا للجمعية الفلسفية الأمريكية حتى عام 1930 ميلاديًا، ومنها نشر أفكاره بشكل أوسع حول المجتمع الديمقراطي الذي يعد المجتمع المثالي لتعزيز العدالة البشرية وبالتالي التقليل من عيوب ومشاكل المجتمع، فهو يرى أن التجارب البشرية تنشأ من عدة عمليات ناتجة من أحداث روتينية يومية وعلى إثرها يواجه الإنسان تحدي العيش بأفضل طريقة ممكنة.

العوامل المؤثرة في فكر العالم ديوي

أطلق العالم ديوي النظرية القائلة بأن الإنسان نتاج وخليط من المحيط الذي يعيش فيه مع الميراث الأبوي (الجينات الوراثية)، بالإضافة لأسلوب التربية الذي تلقاه خلال مراحل حياته المختلفة بالذات في مرحلة الطفولة سواء من أسرته أو من المؤسسة التعليمية التي التحق بها، وأخيرًا هالة الأفكارالمحيطة به كالعادات والتقاليد من الإقليم الذي يقطن فيه مع نزاعات العصر الذي ولد فيه مثل مطالبة العمال لحقوقهم ودخول المرأة لمجال العمل.

مؤثرات نشأة العالم ديوي

كان للبيئة دور كبير في خلق فكر ديوي إذ عملت رؤيته الفلسفية وإصدار كتابه المسمى بأصل الأنواع أثرًا كبيرًا في جعله حدًا فاصلًا بين عصرين ثقافيين مختلفين، فالأول كان متخذًا العالم ساكن وثابت وأما الثاني (بعد ديوي) اعتبر العالم عالم حركي متغير ومتطور تبعًا لتفاعله مع أفكار الإنسان المتجددة نتيجة الظروف والتحديات التي تواجهه، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الجو الريفي لولاية فيرمونت لها الأثر الأكبر في صقل شخصية ديوي في صغره مثل التطبع بالأخلاق كالنخوة والشهامة والمحافظة على القديم والتعاون في حل المشكلات وصد الأخطار وفي شبابه انتقل لمنطقة الغرب الأوسط في الولايات المتحدة المشتهر بنزوح المغامرين إليه لممارسة نشاطاتهم الاقتصادية المختلفة وبهذا شهد ديوي نظام اقتصادي مختلف عن حياة الزراعة البسيطة التي شهدها في طقولته، ففي الغرب الأوسط يمكن الحصول على الثروة بسرعة كبيرة ومن الممكن فقدانها بشكل أسرع، فالعمل فيه يحتاج لخبرة ودراية واسعة وشاملة للحركات الاقتصادية وتغيراتها، وبهذا شكلت البيئة وتغيراتها الفكر الفلسفي المتنوع لديوي حول تغيير ظروف المجتمع بما يلائم حاجيات الإنسان ومصالحه.

مؤثرات فكرية للعالم ديوي

كان لاتصال ديوي بالعلماء والمربين سواء على صعيد العلاقات العامة (الشخصية) أو الدراسة أثر كبير في تنشئة أفكار ديوي وتنميتها، ومن أشهرهم ما يلي:

• جورج موريس: كان أستاذًا له في الدراسة ومن ثم زميلًا في العمل، إذ تعلم ديوي الفلسفة الهيجلية.
• تشارلز دارون: تبع ديوي فكر العالم داروين بشكل جدّي لأنه كان يبحث عن معنى الفكرة، إذ رأى تشارلز أنها عبارة عن خطة للعمل ومنها يستدل على معلومات أخرى أكثر تفصيلًا، وهذا الفكر جاء مطابقًا لما في بال ديوي من أن الفكرة الكلية ما هي إلا عبارة عن مجموعة من سلوكيات بشرية اعتاد الإنسان التصرف بها في مواقف عملية وبالتالي الفكرة تكمن في كونها أداة للتحكم وضبط السلوك بما يحقق غاية الإنسان.

نظرية ديوي في التعليم

ساهم ديوي في تغيير عجلة التعليم والخروج بها من جو النمطية والتلقين لأسلوب الإبداع والتفكير، إذ رأى أن المجتمع بؤرة مليئة بالخبرات والتجارب التي ينقلها المعلمون للمتعلمين، كما ساهم في ترسيخ القواعد العامة لتربية الطفل لتحقيق التدريب وتطوير المهارات العقلية والاجتماعية لديه، وقد تلخصت رؤية ديوي الفلسفية في التربية خلال النقاط التالية:

• مجال العقيدة التربوي: فالأساس قائم على مشاركة الفرد الوعي الاجتماعي بين أقرانه، فالمدرسة مؤسسة اجتماعية ومنها ينعكس المستوى الاجتماعي لأفرادها، وأسلوب التعليم المتبع متناغم مع قدرة الطفل واهتماماته.
• وظائف المدرسة: تنظيم وتحديد ميول الطفل المراد تنميتها مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية، وتخليص المتعلم من العادات المجتمعية المنبوذة، وتحقيق التآلف والاندماج مع الآخرين، فالمدرسة في نظر ديوي عبارة عن مجتمع ديمقراطي فيها يحصل المواطن على التربية الداعمة لبناء المجتمع.
• أسس التفكير العلمي: توفر الخبرة ومعالجة المشكلة في حال ظهورها من خلال تحفيز عملية التفكير لدى المتعلم، وتقديم الملاحظات حول المشكلة مع محاولة ربطها بمخزون المعلومات المتواجدة لدى المتعلم وأخيرًا وضع الفروض والحلول المناسبة.

مؤلفات العالم ديوي

العالم ديوي له العديد من المؤلفات المشهورة والدارجة لدى العديد من المؤسسات وبخاصة التعليمية، ومنها ما يلي:

• الديمقراطية والتربية.
• كيف نفكر.
• الخبرة والتربية.
• الحرية والثقافة.

[/align][/cell][/tabletext][/align]