إعجاز علمي في قوله وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ.. وعالم: ليس كل العسل شافيا

[عيسى العنزي]

بين القرآن الكريم سيرة النحل في كلمات معدودات، في قول الله تعالى: «وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» النحل: (68 و69).

تدل الآية السابقة أن النحل اتخذ بوحي من الله تعالى بيوتًا من الجبال، ثم انحدر منها إلى الأشجار، ثم إلى الخلايا التي يصنعها على نحو ما نعرفه اليوم، تؤكد الدراسات العلمية المستفيضة لمملكة النحل أن إلهام الله تعالى لها ليجعلها تطير بحثًا عن الغذاء فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها بالذهاب إلى خلية ثانية غيرها، علمًا بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوص بعضها إلى جوار بعض، وذلك لأن الله تعالى قد ذلل لها الطريق ومنحها من قدرات التكيف الوظيفي والسلوكي ما يعينها على الاستبصار في رحلات استكشاف الغذاء وجنيه ثم العودة.

ومن تلك النعم الجليلة التي أشارت إليها الآية «عسل النحل»، وجمع الله تعالى فيه الشراب والغذاء والدواء، قال ابن القيم في كتاب «زاد المعاد»: «وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات، فما خُلق لنا شيء في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريبًا منه».

ويدل التنكير في قوله تعالى «شِفَاءٌ» على التبعيض، وأنه شفاء لبعض الأدواء، لا أنه شفاء لها كلها، ولو كان العسل فيه الشفاء لكل الأمراض ما خلق الله دواء آخر غيره، قال الحافظ ابن كثير: «وقوله» «فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ» أي: في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم.


وثبت في السنة علاج الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأحد المرضى بالعسل، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ فَقَالَ: «اسْقِهِ عَسَلًا»، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «اسْقِهِ عَسَلًا»، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «اسْقِهِ عَسَلًا»، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، فَقَالَ: «صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا» فَسَقَاهُ فَبَرَأَ» رواه البخاري (5360).


ومعنى «يشتكي بطنه»، أي: من ألم أصابه بسبب إسهال حصل له، وذكر الحافظ ابن حجر معنى «كذب بطنه» أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ، يقال كذب سمعك أي زل فلم يدرك حقيقة ما قيل له، وفي «وكذب بطن أخيك» إشارة إلى أن هذا الدواء نافع، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه، ولكن لكثرة المادة الفاسدة، فمِن ثمَّ أمره بمعاودة شرب العسل لاستفراغها، فكان كذلك، وبرأ بإذن الله.

نوع من العسل مُسكر
ويقول الدكتور خالد عياد، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية: «أن آية «وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ» تم تفسيرها على أن الله سبحانه وتعالى أوحى للنحل أن تأكل من كل الثمرات، وتحول الأكل لعسل فيه شفاء للناس، وبدأت الناس تتداوى بالعسل، ولكن الموضوع أبعد من ذلك بكثير.

وأضاف «عياد»، خلال حواره مع برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع عبر فضائية «dmc»، أنه لو كان يقصد أن العسل فيه شفاء للناس، لكن الله ذكرها صريحة في القرآن، موضحًا أن النحل عندما يأكل من زهرة البرسيم، يختلف عن عندما يأكل من زهرة الموالح يختلف عن عندما يأكل من زهرة سامة، مشيرًا إلى أن هناك آلاف الأنواع من النحل.

وألمح إلى أن هناك نوعًا من النحل يسمى نحل "ايبس لابريوزا"، وهو يأكل من زهرة تسمى زهرة "ردندرن"، وبها مادة جليكوتوكسنز، وهي مادة سامة للحيوان، وأحيانًا تكون مسكرة، وتسبب هلوسة عند تناول كمية كبيرة منها، وثمن هذا العسل غالي لكونه مثل الخمر.

ونوه الدكتور خالد عياد، بأن الحيوانات والحشرات أمم لديها أخلاق وتقاليد وعادات خاصة بها، مشيرًا إلى أن أي عشيرة فى الدنيا لديها أخلاق، مضيفًا: «أن الحيوانات والحشرات أمم لديها أخلاق وتقاليد وعادات خاصة بها، مشيرًا إلى أن أى عشيرة فى الدنيا لديها أخلاق.

وأشار إلى أن القضاء على كائن فى الدنيا بيد الله وحده ولا يستطيع أحد القضاء على هذا الكائن، موضحًا أن النحل يموت بمجرد لدغه لأى شخص.


فوائد العسل مع الماء
يساعد العسل على تقوية جهاز المناعة، إن للعسل خصائص مضادة للبكتيريا، ويحتوي على العديد من الإنزيمات والفيتامينات التي تمنع تكاثر البكتيريا، ويحتوي على العديد من المركبات المضادة للأكسدة التي تمنع تكوّن الجذور الحرة المسببة لمرض السرطان، ويُخفف من الأعراض المصاحبة للإنفلونزا.


يخلص الجسم من السموم.. يعمل العسل على طرد السموم والتي تسبب الإصابة بالأمراض، ويمكن إضافة الليمون الذي يحتوي على الأحماض مثل حامض الستريك الذي يُنشّط الكبد للتخلص من السموم.


يعد العسل مقويّا للجسم فيعمل مشروب العسل على ترطيب الجلد، ويُحافظ على صحة القلب والشرايين، وذلك بتخفيض معدل الكولسترول الضار الذي يترسب على جدار الأوعية الدموية.


ينظم نشاطات الجسم، يساعد تناول كوبٍ من الماء الدافئ المضافة إليه ملعقة عسل في الصباح على تحسين عملية الهضم، وله خصائص مطهّرة تُساعد في تخفيف الحموضة في المعدة، ويزيد من ليونة الأمعاء وقدرتها على الاحتفاظ بالماء.


فوائد زيت حبة البركة


أولًا: من فوائد حبة البركة، تعزيز الجهاز المناعى الضعيف، مما يساعد على مكافحة العدوى والجراثيم التي تؤدي للحساسية، وينصح بتناول ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة في الصباح وفي المساء.


ثانيًا: تنقية الجسم من السموم فهو يتمتع بالقدرة على تنقية الجهاز الهضمي من خلال عمله كمضاد للأكسدة، ولتنقية الجسم من السموم، ينصح بتناول ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة في الصباح والمساء مع العسل أو بدونه.


ثالثًا: علاج السعال، الربو والحمى وينصح بإضافة ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة لكوب من الماء المغلى، مع استنشاق البخار الناتح لمرتين في اليوم أو يمكن استعمال نصف ملعقة صغيرة في تدليك منطقة الصدر، أما لعلاج الحمى، يتم تناول ملعقة صغيرة من الزيت عند الحاجة، حيث تساعد على زيادة تعرق الجسم.


رابعًا: تحسين الإبصار حيث ينصح بتناول كوب من عصير الجزر مع نصف ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مرة واحدة يوميا، وخامسًا: تخفيف آلام الظهر حيث ينصح بتسخينه وتدليك أماكن الألم باستعمال الزيت، مما يساعد على سرعة اختراق الجلد قدر الإمكان.