الكاتب القدير اثير حلم مبارك ألفيتك الثالثة

[عواد الهران]

وكان اللقاء

وكان اللقاء


ذات مساء
أرتدت جلباب أحلامها مُتباهية

كما الطاووس أمام كل الأجنحه
تدلق أمانيها على رمضاء حياتها
لعلها تصبح ربيعاً
يتنفس العطر من أحلامها .
كان المكان يمتليء بها
كانت تحبو على ذكرياتها فيزداد ألمها
معلقة في أرثٍ من وجع
متسائلة إن كان بزوغ الفجر يُشرق به القمر
وهل تساقط الثلج يبعثُ الدفء في الجسد .
كان فيها خنقة بمخارج ما ينطق الحرف

وقهقهات الفرح
وجرح ينمو في روحها دون غِذاءيطعمه
مذبوحة من غير أداة نحر
أول حروفها وأخرها ميته
الموت مرافق لها
الفرح أغمض عينيه
فأنطفىء كل فتيل نورٍ بعينيها
أصبحت تجهل ملامح وجهها بعد غياب مرآة وجودها
تُسكن نفسها بين زوايا النسيان
ترتقب لحظة ولادة على أرض الجنان

في هذا المساء
كان اللقاء
نسمة هبت لتحمل وزر وجعها
لتنشر عبيرها في محيط وحدتها
روح فتحت لها نافذة على الحياة
أصبحت لاترى جمال الأشياء إلا من عينيه
فرحت وتعلقت يطرف رداءه
قائلة له
خذني بين يديك ريشة تُعطيك بهجة كل لونٍ
لعمرك المُنتظر .
خذني أُغنية لاتُنسى بانقضاء العمر
سأكون سحابة لاتكف عن الكرم بمطراً وغيم
أنفثني ربيعاً يعبق اطياب الزهر
اسكبني عطرا يُشعل أنفاسك جمراً مُلتهب .
سأكون ضحكة تقتل فيك أركان الضجر
أرتديني ثوبا فأُلبسك شوقاً وفرح
خذني طُهرا ترتشفة نبيذاً
يُذهب روحك في سُكر
دعني أروي ليالي الحنين
بلسماً يشفي وجع القهر
أصنعني إبتسامة تُقبل ثغرك الجريح
خذني جنيناً يحتويه دفئك وحنانك
فيكون اكتمال ولادةً بين يديك
وإن بكيتُ من وجعي
أو شكيتُ من قسوة أفعاله
أو لامسني الموت
فلا تخف
ولاتجزع

سأصنع من نفسي لحناً جديدا
ببكاء يغسلني من ذاك الساكن في جسدي
سأقيم عزاءه
بين نبضي ووريدي
لن يُلبسني ثوب سواده
ولن يكون لي كِساءاً
فمن خَطوِات أقدامه التي تدك حصون بدني
سأعزف أهزوجة
تُرتِل برحيله وقدوم العيد
سأجعله قِصه
تتمايل كرقصه
بذكريات تكون عِبره
بإذن الله
سيرحل ومعه ضحكاته
ومشاغبات طيفه
ومعه وسادتي التي رسم عليها ملامح وجهه


هنا همس لها قائلا:
انتِ حرف على ورقي تُقيمين
أنتِ من تجعلي الأيام تتبعها الشهور
وتجمعها السنين تمضي كلحظة بطرفة عين
جعلتي مني طفلاً
يبني من قصور الطين أحلاماًله
وتتعالى ضحكاته وهو يتمرغ في التراب
هل تذكرين
كل مساء
كيف نجعل من السماء لحافاً
وكيف نعد النجوم بأطراف السبابه
و أنتِ تكثرين علي التساؤلات
هل ستسكنني بين ضلوعك
وتجعلني أتمدد بين ذراعيك
ولاينطق لسانك إلا بحروف أسمي
فأُصبح نورك المضيءلعينيك

أنتِ
بكل مرة تتجددين
ولادة التكوين
تتمزجين بي وتتوحدين
وحرف اسمك وحرفي نقشتيه بمكان لاتدركه العين
أنتِ قصيدة عزفت لها طبول مسمعي
ورقصت لها نبضات قلبي
سأغلق أبواب الغدر عنك
وأُخفي أحزانك بين طيات ابتساماتي
وسأرسم السعادة في أحداقك
لتبدأ أيام أفراحك
ولخالقي أرفع دعواتي
وأرفق بها أمنياتي
وكان اللقاء