مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: منتديات مميز الّإسْلاَميِة ::: > •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
الملاحظات

إضافة رد
قديم 02-21-2022, 01:07 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
نزف القلم
اللقب:
مميز ماسي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية نزف القلم

البيانات
التسجيل: Feb 2021
العضوية: 4875
المشاركات: 4,180 [+]
بمعدل : 3.61 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
نزف القلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

عرَفنا في المقال السابق - ونحن نتفيأ ظلال حديث احفظ الله يحفظك - أن من أعظم ما يستوجب حفظَ العبد المؤمن لربه أن يحفظ صلاتَه التي بها قوامُ هذا الدين، واستقامةُ أخلاق العابدين، وأن هذا الحفظ يقتضي أداءها على وجهها، وفي أوقاتها، وبحضور القلب فيها، والإقبال على الله في حركاتها وسكناتها، وأنها الصلاة النافعة، التي تنهى فعلًا عن الفحشاء والمنكر.
لكن، ما السبيل إلى اعتياد مثل هذه الصلاة السليمة النافعة التي تؤثِّر في الجوارح، وتطهِّر القلب، وتزكِّي النفس؟ إنها الصلاة الخاشعة لله، الخاضعة بالأركان لجلال الله، التي يحس معها المؤمن أنه انتقل بتكبيرة الإحرام من وهدة الدنيا ومشاغلها، إلى أشواق الروح التي تعلقت بربها، فلا ترى إلا جلاله، ولا تطمع في غير جنته.
قال صاحب اللسان: "خشع يخشع خشوعًا، رمى ببصره نحو الأرض، وغضَّه، وخفض صوته، وقيل: الخشوع قريب من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن، والخشوع في البدن، والصوت، والبصر؛ كقوله تعالى: ï´؟ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ï´¾ [طه: 108]؛ أي: سكنت، وكل ساكن خاضع خاشع".
وفي الاصطلاح: قال ابن القيم رحمه الله: "الخشوع: قيام القلب بين يدي الرب بالخُضُوع والذُّلِّ".
وقال ابن رجب رحمه الله: "وأصل الخشوع: هو لين القلب ورقته، وسكونه، وخضوعه، وانكساره، وحرقته، فإذا خشع القلب، تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنها تابعة له"، وهو الموصوف في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه في الصلاة: "اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي"؛ مسلم.
وهذه حقيقة الخشوع التي تنافي ما يفعله البعض من التخاشع الذي تظهر فيه الجوارح خاشعة، والأعضاء خاضعة، والرقاب مطأطئة، ولكن القلب لاه غافل.
قال ابن القيم رحمه الله: "وقال بعض العارفين: حسن أدب الظاهر، عنوان أدب الباطن، ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلًا طأطأ رقبته في الصلاة، فقال: (يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب، إنما الخشوع في القلوب)".
ورأت عائشة رضي الله عنها شبابًا يمشون ويتماوتون في مشيتهم، فقالت لأصحابها: "من هؤلاء؟"، قالوا: نُسَّاك (أي عُبَّاد)، فقالت: "كان عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، وكان هو الناسكَ حقًّا".
وقال الفضيل رحمه الله: "كان يُكْرَهُ أن يُرِيَ الرجلُ من الخشوع أكثر مما في قلبه".
فكان لا بد من مِران القلب على الحضور في الصلاة، في قيامها، وركوعها، وسجودها، ودعائها، حتى يكون الواحد منا مقيمًا فعلًا للصلاة، وليس مجرد مصلٍّ.
فعن جُبَير بن نُفَير عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنَ النَّاسِ، حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ"، فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا، وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ؟ فَوَالله لَنَقْرَأَنَّهُ، وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؛ هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ؟"، قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، قَالَ: صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ: الْخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ الجَامِعِ، فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا"؛ ص. سنن الترمذي.
وفي ذلك إيماء إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوَّلُ شَيءٍ يرفعُ مِن هذِهِ الأمَّةِ الخُشوعُ، حتى لا تَرى فيها خاشِعًا"؛ ص. الجامع.
وقال حذيفة رضي الله عنه: "أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خير فيه، ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة، فلا ترى فيهم خاشعًا".
فعلى كل واحد منا أن يتحسس مواطن تأثير الصلاة على جوارحه، وأعماله، وأقواله، وعلاقاته، فإن لم يجد أثرًا، فليعد النظر في صلاته التي هي رأس ماله على الحقيقة؛ قال ابن القيم رحمه الله: "مُجْلِبَةٌ لِلرِّزْقِ، حَافِظَةٌ لِلصِّحَّةِ، دَافِعَةٌ لِلْأَذَى، مُطْرِدَةٌ لِلْأَدْوَاءِ، مُقَوِّيَةٌ لِلْقَلْبِ، مُبَيِّضَةٌ لِلْوَجْهِ، مُفْرِحَةٌ لِلنَّفْسِ، مُذْهِبَةٌ لِلْكَسَلِ، مُنَشِّطَةٌ لِلْجَوَارِحِ، مُمِدَّةٌ لِلْقُوَى، شَارِحَةٌ لِلصَّدْرِ، مُغَذِّيَةٌ لِلرُّوحِ، مُنَوِّرَةٌ لِلْقَلْبِ، حَافِظَةٌ لِلنِّعْمَةِ، دَافِعَةٌ لِلنِّقْمَةِ، جَالِبَةٌ لِلْبَرَكَةِ، مُبْعِدَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، مُقَرِّبَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ".
لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصلاة رأس مال العبد، وأن الحفاظ عليها لا يقل أهمية عن الحفاظ على العلائق الثمينة، والمعادن النفيسة، بل الحفاظ عليها أشد، ومن أعظم ما فيها أن الله تعالى ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته؛ قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا، فَإِنَّ اللهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ"؛ ص. سنن الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَزَالُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ وَهُوَ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا الْتَفَتَ انْصَرَفَ عَنْهُ" ص. سنن ابن ماجه.
قال ابن القيم رحمه الله: "الالتفات المنهيُّ عنه في الصلاة قسمان: أحدهما: التفات القلب عن الله عز وجل إلى غير الله تعالى، والثاني: التفات البصر، وكلاهما منهي عنه".
فكان على المسلم أن يحرص على أن يظفر بأجر صلاته كاملًا، وأن يجتهد في أن يغالب النفس والشيطان؛ حتى لا يسرقا من صلاته شيئًا، فالمرء لا يكتب له من صلاته إلا ما عقل منها؛ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلاَةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلاَّ عُشُرُهَا، تُسُعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا"؛ ص. سنن أبي داود.
قال ابن القيم رحمه الله: "فصلاةٌ بلا خشوعٍ ولا حضور، كبدنٍ ميِّتٍ لا روح فيه"، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله ويسأله القلب الخاشع الحاضر ويقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا"؛ مسلم.
وقال حسان بن عطية: "إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض، وذلك أن أحدهما مقبل بقلبه على الله عز وجل، والآخر ساهٍ غافل".
متى يا قلب تأنس بالصلاه
وتنسى عندها همَّ الحياه
أيعقل أن تصليَ كل حين
وتغرقَ في بحار اï»·منيات؟
فلا تدري إذا صليتَ ماذا
ولا كم قد ركعتَ بذي الغداه
تصلي كي تُريحَ النفس فيها
وï»» ترتاح فيها من شتات
إن الخشوع الحقيقي يُجزَى عنه صاحبه بأنواع من الفضائل؛ منها:
♦ أن الفلاح والنجاح في الدارين مقرونان بالخشوع في الصلاة؛ قال تعالى: ï´؟ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ï´¾ [المؤمنون: 1، 2].
أن الخاشع يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "فَإِنْ هُوَ قَامَ، فَصَلَّى، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِله، إِلاَّ انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"؛ مسلم.
أنه يغفر له ما تقدم من ذنبه، فقد توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءًا كاملًا، ثم قال: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"؛ متفق عليه.
بل قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشُوعَهَا، وَرُكُوعَهَا، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ"؛ مسلم.
كما أن الإقبال على ركعتين بالقلب والوجه كفيل بضمان الجنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ"؛ مسلم.
أتوق لأن أصليَ في خشوع
وأن أنسى بها متع الحياه
فعد يا قلبُ من بحر التمني
وعِدْني أن تصليَ في أناه
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتذ بالصلاة أيما التذاذ، ويأنس بها أيما إيناس، كانت له غذاءً للعقل، وقوتًا للقلب، وراحة للبدن، حتى إنه قال لبلال رضي الله عنه: "يَا بِلاَلُ، أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا"؛ ص. سنن أبي داود، بل كانت له بلسم الحياة، ولذة الروح، وقرة العين؛ قال صلى الله عليه وسلم: "وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ"؛ ص. سنن النسائي.
وكان صلى الله عليه وسلم يعيش لحظات الصلاة، لا يفارقه الخشوع، وربما بكى صلى الله عليه وسلم من شدة تفاعله مع الصلاة مناجاةً لله، وسؤاله ما يرجوه لأمته من الخير، فعن عبيد بن عمير أنه قال لعائشة رضي الله عنها: أخبِرينا بأعجَبِ شيءٍ رأَيْتِه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فسكَتَتْ ثمَّ قالت: لَمَّا كان ليلةٌ مِن اللَّيالي، قال: "يا عائشةُ، ذَرِيني أتعبَّدِ اللَّيلةَ لربِّي"، قُلْتُ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك، وأُحِبُّ ما يَسرُّك، قالت: فقام، فتطهَّر، ثمَّ قام يُصَلِّي، قالت: فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ حجرَه، ثمَّ بكى، فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ لِحيتَه، ثمَّ بكى، فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ الأرضَ، فجاء بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ، فلمَّا رآه يبكي، قال: يا رسولَ اللهِ، لِمَ تَبكي وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم وما تأخَّر؟ قال: "أفلا أكونُ عبدًا شكورًا؟ لقد نزَلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ آيةٌ، ويلٌ لِمَن قرَأها ولم يتفكَّرْ فيها: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَواتِ والْأَرْضِ..) الآيةَ كلَّها"؛ ص. الترغيب.
وربما صَلَّى صلى الله عليه وسلم، فَسُمع اهتزاز صدره من التأثر بالمناجاة، فعن عبد بن الشخير قال: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَفِى صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنَ الْبُكَاءِ"؛ ص. سنن أبي داود.
بل إنه بكى صلى الله عليه وسلم ليلة بدر وهو يصلي ويدعو، يقول علي رضي الله عنه: "مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرُ الْمِقْدَادِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلا نَائِمٌ، إِلاَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ، يُصَلِّي وَيَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَ"؛ ص. الترغيب.
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل، فقالت: "يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ طُولِهِنَّ وَحُسْنِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّى ثَلاَثًا"؛ متفق عليه.
وعلى دَرْبه صلى الله عليه وسلم كان صحابته الكرام، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، لا يكاد يصلي صلاة إلا ويبكي من خشية الله؛ قالت عائشة رضي الله عنها: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَيْتِي، قَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لاَ يَمْلِكُ دَمْعَهُ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ؟ متفق عليه، والمقصود هنا البكاء عن غلبة ومن غير استدعاء أو تكلف.
ومضى معنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلًا طأطأ رقبته في الصلاة، فقال: (يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب، إنما الخشوع في القلوب)".
ومن جميل مزايا سعد بن معاذ رضي الله عنه قوله: "فِيَّ ثلاث خصال، لو كنت في سائر أحوالي أكون فيهن: كنت أنا أنا، إذا كنت في الصلاة، لا أُحَدِّث نفسي بغير ما أنا فيه، وإذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا، لا يقع في قلبي ريب أنه الحق، وإذا كنت في جنازة، لم أُحَدِّث نفسي بغير ما تقول ويقال لها".
صلِّ يا قلبي إلى الله فإنَّ الموتَ آتٍ
صلِّ فالنازعُ لا تبقى له غيرُ الصلاةِ
هذا عن الصحابة، أما التابعون ومن بعدهم، فقد أثر عنهم في الخشوع في صلاتهم ما يدعونا نحن المتأخرين إلى العجب والانبهار.
قالوا لعامر بن عبدالقيس: أتُحَدِّثُ نفسك بشيء في الصلاة؟ فقال: أَوَ شيءٌ أحبُّ إليَّ من الصلاة أُحَدِّثُ به نفسي؟ قالوا: إنا لنحدث أنفسنا في الصلاة، فقال: أَبِالجنة والحور ونحو ذلك؟ فقالوا: لا، ولكن بأهلينا وأموالنا، فقال: لأن تختلف الأسنَّة فِيَّ أحبُّ إِلَيَّ".
وأما مسلم بن يسار فكان إذا صلَّى كأنه وَتِد، لا يميل لا هكذا، ولا هكذا، وكان يقول لأهله إذا دخل في الصلاة: "تحدَّثوا، فلست أسمع حديثكم"، وذُكر أنه وقع حريق في داره وهو يصلِّي، فلما أخبروه قال: "ما شعرت".
وقال الحسن رحمه الله: "إذا قمتَ إلى الصلاة قانتًا، فقم كما أمرك الله، وإيَّاك والسَّهْوَ والالتفات، إيَّاك أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره، وتسألَ الله الجنة، وتتعوَّذَ به من النار وقلبك ساهٍ لا تدري ما تقول بلسانك".
وكان البخاري رحمه الله يُصلِّي ذات يوم أو ذات ليلة، فلما قضى صلاته قال لأصحابه: "انظروا أي شيء آذاني في صلاتي"، فنظروا، فإذا الزنبور قد ورَّمه في سبعة عشر موضعًا، ولم يقطع صلاته، فسئل عن ذلك فقال: "كنت في سُورةٍ فأحببت أن أُتِمَّها".
ويبقى السؤال: ما السر في جودة صلاتهم وحضور الخشوع فيها؟ وما الأسباب المعينة على ذلك؟ ذاك ما سيكون موضوعنا القادم إن شاء الله تعالى.
أقِمِ الصلاةَ لوقتِها بشروطِها
فمِنَ الضلالِ تفاوتُ الميقاتِ
وإِذا اتَّسعتَ برزقِ ربِّكَ فاتخذْ
منه الأجَلَّ لأوجهِ الصدقاتِ
د. محمد ويلالي












توقيع : نزف القلم






[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3767[/img3]

عرض البوم صور نزف القلم   رد مع اقتباس
قديم 02-21-2022, 06:20 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
~**~تحياآآآآتي~**~
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1383010815_556.gif');border:10px solid red;"][cell="filter:;"][align=center]

[align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]







الله يجزاگ الجنه‍
و
ينور قلبگ
بارگ الله‍ فيگ
و
فقگ الله‍ لما يحبه‍
و
يرضاه‍


،،،

،،،


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]












عرض البوم صور ~**~تحياآآآآتي~**~   رد مع اقتباس
قديم 02-21-2022, 10:39 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الــوافــي

البيانات
التسجيل: Oct 2021
العضوية: 5235
المشاركات: 6,541 [+]
بمعدل : 7.09 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
الــوافــي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

*,

جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي لك












توقيع :

عرض البوم صور الــوافــي   رد مع اقتباس
قديم 02-21-2022, 02:41 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
حلا ليالي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية حلا ليالي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4954
المشاركات: 94,360 [+]
بمعدل : 85.39 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
حلا ليالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك












توقيع : حلا ليالي





[/QUOTE]

عرض البوم صور حلا ليالي   رد مع اقتباس
قديم 02-21-2022, 08:49 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عابر سبيل

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5018
المشاركات: 54,518 [+]
بمعدل : 50.51 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عابر سبيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

نزف القلم

اللهم صل وسلم علي سيدنا وشفيعنا محمد
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم












توقيع :

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3774[/img3]







عرض البوم صور عابر سبيل   رد مع اقتباس
قديم 02-21-2022, 10:09 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية لِين

البيانات
التسجيل: Oct 2021
العضوية: 5249
المشاركات: 18,865 [+]
بمعدل : 20.91 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
لِين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

_


جزآك الله خيراً
وجُعل م قدم في ميزآن حسنآتك .












توقيع :






مصمم / إهدآء ذوق يسلم قلبك وروحك خيي :g-5: ~

.

عرض البوم صور لِين   رد مع اقتباس
قديم 02-21-2022, 10:13 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
عواد الهران
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عواد الهران

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5029
المشاركات: 46,086 [+]
بمعدل : 42.87 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عواد الهران غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

بارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.












توقيع : عواد الهران

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3773[/img3]


عرض البوم صور عواد الهران   رد مع اقتباس
قديم 02-22-2022, 09:49 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية اناقه جنوبيه

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5134
المشاركات: 7,927 [+]
بمعدل : 7.49 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
اناقه جنوبيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ

أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ

لك الشكر من كل قلبى












توقيع :

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3778[/img3]


[img3]https://i.top4top.io/p_2209hze6p1.gif[/img3]

عرض البوم صور اناقه جنوبيه   رد مع اقتباس
قديم 02-22-2022, 10:07 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
الامير سالم
اللقب:
مميز ذهبي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الامير سالم

البيانات
التسجيل: Nov 2020
العضوية: 4811
المشاركات: 1,099 [+]
بمعدل : 0.89 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
الامير سالم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)

ثقل الله لكم به موازين الحسنات ..
دمتم على ابذاعك المتواصل ..
الله يعطيكم العافية
دامتم و دام لنا تواجدكم وعطائكم الرائع ..
الف شكر لكم مع الاعجاب..
كنت هنا ..












توقيع : الامير سالم

عرض البوم صور الامير سالم   رد مع اقتباس
قديم 02-23-2022, 06:27 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
طلة سحابه
اللقب:
مميز خاص
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية طلة سحابه

البيانات
التسجيل: Jul 2021
العضوية: 5146
المشاركات: 6,913 [+]
بمعدل : 6.86 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
طلة سحابه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
افتراضي رد: في ظلال حديث: احفظ الله يحفظك (2)



اللهم صلي على سيدنا محمد وسلم على اله وصحابته اجمعين

والحمد لله الذي جعل لنا قرانه الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لانضيع معها ابدا
وجزاك الله خيـر على هالاضافه
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما













توقيع : طلة سحابه

[img3]https://k.top4top.io/p_2179qcvsd9.gif[/img3]






https://www.youtube.com/watch?v=cQIUdlORZb0&t=92s

عرض البوم صور طلة سحابه   رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 PM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط